الشجاعة

لبنان : المطران جورج خضر : “الشجاعة” |
19 / 11 / 2011 |
|
العلاقة البشرية علاقة شجاعة أو علاقة خوف. اما علاقة الشجاعة فتأتي من ايمان الانسان بقوته أو حقه. غير ان الايمان بالحق لا يقودنا دائما الى الجبه ولو قادنا الى الشهادة التي لا تحتاج دوماالى قوة بشرية بل الى يقين يقول لك المؤمن ان الله الذي فيك يدافع عنك ولو قاد هذا الدفاع الى هدر دمك.ولك ان تكون شجاعا لثقتك بأن رأيك مستقيم وتدعمه أمام اي مخلوق بشري منفردًا أو أمام جماعة خطيبا أو كاتبا. هذا ما يسمى عند العرب الشجاعة الأدبية. غير انك تتخوف احيانا من الجبه ولو كنت متيقنا كل التيقن انك في جانب الحق. بولس الرسول قال في رسالته الى أهل رومية: “كونوا رجالاً تقووا” وحثّ قبله المعلّم في طرق مختلفة على الشهادة أمام الملوك والولاة وفي المحاكم والواضح ان حياته كانت صدامية من بدء بشارته حتى موته. والتلاميذ نلمس شجاعتهم أمام اليهود وامام الأمم ومعظمهم استشهد ومن بعدهم أقبل الى الموت ملايين المؤمنين خلال ثلاثة قرون وكأن لهم ألفة مع النار أو الزيت المغلي أو الأسود لأنهم كانوا ينتظرون شيئا أفضل. كانت الحياة عندهم حياة مع المسيح وهذه السبيل اليها احيانا كثيرة الاستغناء عن هذه الحياة الدنيوية.كيف تحب الانسان وتخشاه أحيانا؟ هذا يعني انك تتوقع ان ينفصل عنك والا تظل عليك رعاية الحب. تفقد، عند ذاك، رعاية المحبوبية. تبقى وحدك وعند المقابلة التي فيها تبادل حجج ترى انك لا تستطيع مقابلة تعرف ان تحتج بها خوفا من فقدان الصداقة وتبقى منعزلا حتى يدبّر الله أمرك بعد أن أوكلته أمرك.في هذه الحالة خوفك انت تحت التأويل. أنت غير قادر أو غير عارف ويفسّرون خوفك بعدم يقين عندك أن يرصفونك في مصف الضعفاء مع أن الله ملك وتعرف ذلك وهم لا يعرفون ولكن الله لا يزعم ازعامًا. انه يوحي وحيا وهم لا يعرفون.# #
|
No comments yet
Comments are closed