رسالة بندكتس السادس عشر لشبيبة العالم أجمع 1

رسالة بندكتس السادس عشر لشبيبة العالم أجمع 1
بمناسبة يوم الشبيبة العالمي 2012، الذي يحتفل به نهار أحد الشعانين
روما، الأربعاء 28 مارس 2012 (ZENIT.org) – ننشر في ما يلي القسم الأول من رسالة بندكتس السادس عشر بمناسبة يوم الشبيبة العالمي الذي سيحتفل به نهار أحد الشعانين الواقع فيه 1 نيسان، وموضوعها هذه الآية من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيليبي ” إفرحوا دائما في الرب”.
* * *
” إفرحوا دائما في الرب! ” فيليبي 4،4
أيها الأصدقاء الأعزاء
يسرني مرة جديدة أن أوجه إليكم كلمة بمناسبة اليوم العالمي السابع والعشرين للشبيبة. لا تزال ذكرى لقائي بكم في مدريد، في أغسطس الماضي تراودني حتى اليوم، فلقد أمضينا خلاله وقتًا إستثنائيًا نلنا فيه النعم كما بارك الله الشباب الذين حضروا من كافة أقطارالعالم. أشكر الله على كل ما أنتجته تلك اللقاءات التي بالتأكيد ستبرز ثمارها في مستقبل الشباب والمجتمعات التي ينتمون إليها. نحن اليوم بانتظار اللقاء القادم في ريو دي جانيرو في سنة 2013 تحت شعار: ” إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم” (راجع متى 28، 19).
أما موضوع يوم الشبيبة العالمي لهذه السنة فقد استوحيته من رسالة القديس بولس إلى أهل فيليبي: ” إفرحوا دائما في الرب! “( فيليبي 4،4)، فالفرح في الواقع هو عنصر أساسي من التجربة المسيحية، وخلال كل لقاء عالمي للشبيبة، نعيش تجربة فرح كبيرة، كفرح الشراكة، وفرح الإيمان وفرحنا بكوننا مسيحيين. هذه سمة من سمات هذه اللقاءات ونحن نلاحظ كم يجذب هذا الفرح: في عالم يتسم في معظم الأوقات بالتعاسة والهموم، يشكل الفرح له شهادة تحمل في طياتها جمال الإيمان المسيحي وحقيقة أنه جدير بالثقة.
أما رسالة الكنيسة فهي أن تزرع الفرح في العالم، فرح حقيقي يستمر كالفرح الذي أعلنه الملائكة لرعاة بيت لحم ليلة ولادة المسيح ( لوقا 10،2): الله لم يتكلم سدى، ولم يخلّف علامات عجائبية في تاريخ البشرية فحسب بل جعل نفسه قريبا جدا إلى حد أنه تجسد لأجلنا واختبر جميع مراحل الحياة الإنسانية. في هذه الأوقات الصعبة، كثير من الشباب حولكم بحاجة ماسة ليعلموا أن الرسالة المسيحية هي رسالة حب ورجاء. أود أيضا أن نفكر سوية بهذا الفرح، وبالطرق التي يمكننا أن نجده بها حتى تتمكنوا من عيشه بعمق أكثر فأكثر وتكونوا رسلًا من حولكم
1
قلبنا هيكل للفرح
طُبعت الرغبة بالفرح في قلب الإنسان. بعيدًا عن الملذات العابرة، يسعى قلبنا للحصول على الفرح العميق، الكامل والدائم الذي بإمكانه أن يعطي “طعمًا” للوجود. هذا بخاصة ينطبق عليكم، فالشباب هو فترة من الإكتشاف المستمر للحياة، والعالم، والآخرين، والذات. هذا وقت للإنفتاح على المستقبل حيث تقبع الرغبات الكبيرة للسعادة، والصداقة، والمشاركة، والحقيقة، ونهدف إلى الأمثل ونتخيّل مشاريع متعددة. يمنحنا الرب في كل يوم أفراحًا بسيطة ومنها: فرح الحياة، فرح العمل المتقن، فرح الخدمة، وفرح الحب الحقيقي والنقي. أما إذا فكرنا جيدا، فنجد أن لدينا أسبابًا أخرى للفرح ألا وهي: اللحظات الجميلة التي نعيشها في الأسرة، والصداقة المشتركة، واكتشاف قدراتنا الشخصية وإنجازاتنا الخاصة، ومديح الآخرين لنا، وقدرة التعبير والإقناع، وشعورنا بأننا مفيدين للآخرين. يضاف إلى كل ذلك المعرفة الجديدة التي ننالها بالدراسة، واكتشاف أبعاد جديدة من خلال السفر واللقاءات، والقدرة على وضع خطط للمستقبل، ولكن أيضًا قراءة عمل أدبي، والتأمل بتحفة فنية، والإستماع إلى الموسيقى أو حتى عزفها، كل هذا يزرع في داخلنا أفراحًا حقيقية. مع ذلك، نواجه كل يوم مصاعب جمّة، وقلوبنا يسيطرعليها القلق تجاه المستقبل، مما يدفعنا لنتساءل إن كان هذا الفرح الدائم الذي نطمح إليه مجرد وهم وهروب من الواقع.
كثير من الشباب يسألون أنفسهم : هل الفرح المثالي موجود حقا؟ ويبحثون عنه بطرق مختلفة وفي بعض الأحيان بطرق خاطئة أو على الأقل خطيرة. كما يسألون أيضًا: كيف نميز بين الأفراح الحقيقية الدائمة واللذات العابرة والمزيفة؟ كيف نجد الفرح الحقيقي في الحياة، هذا الذي يدوم ولا يتخلى عنا أبدا حتى في الأوقات الصعبة؟
طُبعت الرغبة بالفرح في قلب الإنسان. بعيدًا عن الملذات العابرة، يسعى قلبنا للحصول على الفرح العميق، الكامل والدائم الذي بإمكانه أن يعطي “طعمًا” للوجود. هذا بخاصة ينطبق عليكم، فالشباب هو فترة من الإكتشاف المستمر للحياة، والعالم، والآخرين، والذات. هذا وقت للإنفتاح على المستقبل حيث تقبع الرغبات الكبيرة للسعادة، والصداقة، والمشاركة، والحقيقة، ونهدف إلى الأمثل ونتخيّل مشاريع متعددة. يمنحنا الرب في كل يوم أفراحًا بسيطة ومنها: فرح الحياة، فرح العمل المتقن، فرح الخدمة، وفرح الحب الحقيقي والنقي. أما إذا فكرنا جيدا، فنجد أن لدينا أسبابًا أخرى للفرح ألا وهي: اللحظات الجميلة التي نعيشها في الأسرة، والصداقة المشتركة، واكتشاف قدراتنا الشخصية وإنجازاتنا الخاصة، ومديح الآخرين لنا، وقدرة التعبير والإقناع، وشعورنا بأننا مفيدين للآخرين. يضاف إلى كل ذلك المعرفة الجديدة التي ننالها بالدراسة، واكتشاف أبعاد جديدة من خلال السفر واللقاءات، والقدرة على وضع خطط للمستقبل، ولكن أيضًا قراءة عمل أدبي، والتأمل بتحفة فنية، والإستماع إلى الموسيقى أو حتى عزفها، كل هذا يزرع في داخلنا أفراحًا حقيقية. مع ذلك، نواجه كل يوم مصاعب جمّة، وقلوبنا يسيطرعليها القلق تجاه المستقبل، مما يدفعنا لنتساءل إن كان هذا الفرح الدائم الذي نطمح إليه مجرد وهم وهروب من الواقع.
كثير من الشباب يسألون أنفسهم : هل الفرح المثالي موجود حقا؟ ويبحثون عنه بطرق مختلفة وفي بعض الأحيان بطرق خاطئة أو على الأقل خطيرة. كما يسألون أيضًا: كيف نميز بين الأفراح الحقيقية الدائمة واللذات العابرة والمزيفة؟ كيف نجد الفرح الحقيقي في الحياة، هذا الذي يدوم ولا يتخلى عنا أبدا حتى في الأوقات الصعبة؟
No comments yet
Comments are closed