في مثل هذا اليوم 24 تشرين الثاتي من عام 2007 نصب قداسة الحبر الأعظم البابا بينيدكتس السادس عشر غبطة أبينا البطريرك مارعمانوئيل الثالث دلي كاردينالاً للكنيسة الكاثوليكية. توقيت التنصيب جاء كعلامة مشاركة بآلام كنيسة العراق وشعبه بكل دياناته وأطيافه. لذلك نتقدم لغبطة أبينا الجاثليق البطريرك بأحر التهاني والأمنيات بالصحة بشفاعة الأم البتول. وهذا ملخص عن حياة غبطة البطريرك
ولد كريم بن جرجيس مراد دلي و أمه كترينة بطرس جعدان، في تلكيف في 27 أيلول 1927،واقتبل سر العماد في 6 تشرين الأول 1927 من يد القس فرنسيس كتولا. أنهىدراسته الابتدائية عند الراهبات الدومنيكات للقديسة كاترينة في تلكيف، والتحق بمعهدشمعون الصفا الكهنوتي في الموصل في 21 أيلول 1940، حيث واصل دروسه استعداداًللفلسفة واللاهوت أرسل إلى روما لمواصلة دروسه في 25 أيلول 1945 حيث دخل كليةبروبغندا، وفي روما اقتبل الرسامة الكهنوتية باسم عمانوئيل في 21 كانون الأول 1952من يد الكردينال بيترو فومازوني رئيس مجمع انتشار الإيمان. وبعد أن نال الليسانس فيالفلسفة من الجامعة الأوربانية عن رسالته (وجود الله عند الفيلسوف الفارابي) تخصصفي دراسة اللاهوت مقدماً أطروحة عنوانها (مجادلات مار إيليا برشينايا مع الوزيرالمغربي) فنال بها شهادة الدكتوراه. ويجدر بالذكر أن الجامعة اللاترانية طبعت منهذه الأطروحة ضمن سلسلة منشوراتها سنة 1957. بعد ذلك عينه المجمع الشرقي سكرتيراًللجنة الطقس الملباري ثم درس الحق القانوني في جامعة اللاتران وقدم أطروحته بعنوانالمؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق سنة 1959 وقد نشر الكتاب بالعربية في بغداد 1994 عاد إلى العراق في 30 كانون الثاني سنة 1960 وأقامه البطريرك مار بولسالثاني شيخو كاتم أسرار البطريركية. وانتخب في مجمع الأساقفة الكلدان المنعقد فيروما في 7 كانون الاول 1962 معاوناً للبطريرك، فنال الرسامة الأسقفية في 19 نيسان 1963 في كنيسة مار يوسف/ خربندة ببغداد بوضع يد البطريرك مار بولس الثاني شيخو. وفيسنة 1967 أعطاه الكرسي الرسولي لقب رئيس أساقفة كشكر شرفاً درس الحق القانوني فيالمعهد الكهنوتي البطريركي وكلية بابل للفلسفة واللاهوت، ودرس أيضاً علم اللاهوتالنظري لسنوات عديدة برغم انشغالاته الكثيرة في البطريركية. كما شارك في أعمالالدورة الأولى للمجمع الفاتيكاني الثاني كخبير وكعضو في الدورات الأخرى. يتقناللغات الكلدانية والعربية والفرنسية والإيطالية واللاتينية والإنكليزية ويلّمبالالمانية واليونانية. كتب مقالات تاريخية وقانونية ولاهوتية في المجلات منها بينالنهرين ونجم المشرق. نشر كتاب (الآباء) بعد أن ترجمه عن الكلدانية وحققه عام1977. ونشر أيضا كتاب ( هكذا صلوا) وذلك في سنة 2002 وفي الكراس المنشور عن سيرة حياته،لمناسبة الاحتفال بيوبيله الكهنوتي الذهبي، الذي أقامته الراهبات بنات مريمالكلدانيات في دير الزعفرانية، بمبادرة من رئيستهن العامة الأم فيلليب قرما، يذكرأن مار عمانوئيل أسهم بشكل مميز في حركة البناء والإعمار في عهد البطريرك مار بولسالثاني شيخو: كنائس عديدة ومدارس وما إلى ذلك من مشاريع الكنيسة. ونوّه الكراس بأنالمحتفى به اهتم بالراهبات بنات مريم الكلدانيات، خاصة في الفترة1968-1989، حيث كانيقيم القداس الإلهي في دير الأم صباح كل يوم، وأنه مايزال مهتما بهن لحدّ الآنبأمور كثيرة وكان مارعمانوئيل دلي قد قدم استقالته من منصب المعاون البطريركي،بسبب بلوغه السن القانوني75 سنة، وقبلت استقالته في19 تشرين الاول2002 فعينه غبطةالبطريرك مار روفائيل الأول بيداويد مستشارا ومعينا للبطريركية الكلدانيةفي2003/11/27 ليرعى الشؤون الخاصة بالطائفة الكلدانية مع الدولة والإرسالياتالكلدانية في الخارج والمعهد الكهنوتي البطريركي، كما عينه مسؤولا عن أوقافالبطريركية والإشراف عليها بوكالة خاصة من قبل غبطته في10 كانون الأول2002 أعلنبطريركا يوم الأربعاء2003/12/3 في سينودس أساققفة الكلدان المنعقد في روما، وهوثاني سينودس ينعقد لانتخاب خلف لمار روفائيل الأول بيداويد المتوفى في27 تموزالماضي حيث كان السينودس الأول قد عقد في بغداد (من19 آب إلى2 أيلول2003)، وكان قدجاء في البيان الصادر في2003/9/2، عن بطريركية بابل الكلدانية في بغداد، عن مطارنةالكنيسة الكلدانية، مانصه:” لما لم ينل أي من المطارنة الأصوات المطلوبة قانوناليصبح بطريركا، رفعنا الأمر إلى قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني، بحسبماتقتضيه القوانين الكنسية“. ويقول المطلعون إن غبطة مار عمانوئيل دلي، ومنذالسينودس الأسقفي المنعقد بعد رحيل مثلث الرحمة بولس الثاني شيخو، كان من المرشحينللخلافة البطريركية، لكنه شاء أن يدعم ترشيح البطريرك الراحل مار روفائيل الأولبيداويد، وبقي معاونا بطريركيا. وينظر الآن إلى إعلانه بطريركا، وقد تجاوز لتوهالخامسة والسبعين، وخرج قبل أكثر من عام من أزمة صحية دقيقة، بمثابة القبول برسالةبالغة الأهمية، رشحته لها صفات عدة من أبرزها الحكمة والحنكة والدراية والاعتدال،مما يؤهله أن يكون بطريرك هذه المرحلة الدقيقة أيضا في تاريخ كنيسة العراق، وفيحياة الكنيسة الكلدانية العزيزة على قلبه، وعلى رغبته في ازدهارها ووحدة مؤمنيها . بعد أكثر من أربعين سنة كمعاون للبطريرك الكلداني، يتربع مار عمانؤيل دليبطريركاً على كرسي بابل على الكلدان، وبعد أن عاصر منذ رسامته الكهنوتية في روما 1952 خمسة بابوات: مار بيوس الثاني عشر، مار يوحنا الثالث والعشرين، مار بولسالسادس، مار يوحنا بولس الأول، مار يوحنا بولس الثاني, وأخيراً مار بينيدكتس السادس عشر الذي نصبه كاردينالاً للكنيسة الكاثوليكية يوم 24 تشرين الثاني 2007
No comments yet
Comments are closed