تَوبتنا ، وتغيير حياتنا هي سَبَب فرحنا وسعادتنا

تَوبتنا ، وتغيير حياتنا هي سَبَب فرحنا وسعادتنا
أقولُ لكُم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطئٍ واحِدٍ يَتوبُ أكثَرَ مِنَ الفَرحِ بِتسعَةٍ وتِسعينٍ مِنَ الأبرارِ لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَةِ. ( لوقا 15/7)
فالخاطئ الذي يرجع الى الله عن افعاله الشريرة تتغير حياته تماما وبصدق .
فلا يعيش حياة التوبة فقط … بل يجعل منها توبة صادقة ومستمرة لحياته. فهل تعرف ما هو الفرق ؟ خلينا نفكر مع بعضً…
* توبة الحياة هي أن نترك ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام .ننسى الماضي وننظر للمستقبل ، فهو قرار بأن نغير مسار حياتنا بالكامل… من الظلمة إلى النور… من الخطية إلى البر… كما فعل القديس فرنسيس الاسيزي وغيره من القديسين والقديسات … هي لحظة التغيير…لحظة تتغير فيها كل حياتنا…
هل مررت بهذه التجربة ؟ بهذا التغيير الجذري ؟
* إنه قرار صعب…ستتسائل:
“كيف اتخلى يوما ما عن الخطية المحبوبة لي؟ التي أصبحت جزء من حياتي ومن كياني!! ..من ذاتي !!…من طبيعتي!! …
-
· هناك الكثير من العثرات، سواء كانت إغراءات أو فرصاً لم تكن متاحة من قبل، حتى نضعف أمامها. ويمكن أن تكون البيئة احدي العوائق التي تعطل التوبة بما تقدمها من عثرات ومن مفاهيم خاطئة.
-
إنه أمر صعب للغاية…كيف أترك أصدقائي وصديقاتي الذين أقضي معهم أحلى أوقاتي؟
* أنا أعرف أنهم يشجعوني على الخطية…لكني لا أستطيع أن اتركهم.. وهل معقول أن لا يكون عندي أصدقاء ؟
-
هنا يقارن الخاطئ نفسه بمستويات اصدقاءه الضعفاء .
يظن مع هذه المستويات أنه في حاله حسنة لا تحتاج إلي توبة، أو تقف أمامه الأعذار، كأن يقول “كل الناس هكذا..هل أشذ عن الكل؟!”المجتمع معظمه به الرشوة وعدم الامانة والسباق نحو السلطة . طبعاً ليس عذراً أن تكون الغالبيه مخطئة. فقد كان نوح محتفظاً ببره في عالم كله شر. وكذلك كان يوسف الصديق وموسى النبي في أرض مصر، ولوط في سدوم.
* يقول قائل : كيف أترك عملي ؟ أنا أعرف أنه معثر وسبب اساسى في معظم اخطائى لكنني أحبه…لقد تعودت أن أسمع المديح من الذين حولي ، ولا أطيق أن يتكلم أحد عني بالسوء…” إلخ إلخ..
-
وتظهر ضعف شخصيته، بحيث يمكن أن ينقاد للوسط المحيط. والمفروض أن يكون للإنسان شخصيته الثابتة التي لا تنجرف مع الاتجاه العام. إن سمكة صغيره يمكن أن تقاوم التيار وتسير عكسه، لأن فيها حياة. بينما كتله ضخمه من الخشب – قدر هذه السمكة مئات المرات – يمكن أن يجرفها التيار، لأنه لا إرادة لها. فكن قوي الشخصية، يمكنك أن تتوب. والرسول يقول “لا تشاكلوا هذا الدهر” (رو 12: 2).
صديقي… إبحث داخل نفسك… ما هي الخطية المحبوبة لك؟
هل هي شهوة ؟ هل هي كبرياء ؟ أم …………
س هل تستطيع أن تضحي وتترك خطيتك المحبوبة من أجل المسيح. ؟
س هل فعلاً تريد الحياة مع المسيح ؟
إن أجبت بلا… لن أظلمك… فأنت عندك كل الحق في قولك هذا… لأنه أمر مستحيل بطبيعتنا البشرية… لكن في نفس الوقت… كيف تغير القديس فرنسيس وغيره من القديسين ؟ ماذا فعل كل شخص آخر كان يعيش تحت فى سجن الخطية وأوحالها ؟
* ببساطة هؤلاء الأشخاص قرروا أن يستبدلوا حياتهم بحياة أخرى، قرروا التغيير ولكن ليس بقدرتهم الذاتية ، بإرادتهم نعم ارادوا ، لكن ليس بقوتهم..
* بدأوا توبة حياة بأن يعطوا حياتهم بالكامل للمسيح ليدخل حياتهم ويًيغير قلوبهم..
*هناك ياعزيزي حيل يختلقها العالم من حولنا ، ودخلت في صميم تصرفاتنا اليومية مثل
1- التأجيل:
-
إن الشرير لا يحاربك حرباً مكشوفة بالامتناع عن التوبة، بل يدعوك إلي التأجيل بتقديم اعتزارات معينه.
وللتأجيل خطورات منها: إن فرض التوبة قد لا يكون له مفعول. وكذلك فإن الخطية كلما استمرت، تأخذ سلطاناً وتثبت أقدامها. وربما بالتأجيل مجرد الرغبة في التوبة لا توجد والتأثيرات الروحية التي تدفع إليها قد تفقد مفعولها.
2- اليأس:
-
والشعور بأن التوبة صعبة وغير ممكنه. وكما يقول يوحنا الدرجي: إن الشياطين – قبل السقطة – يقولون لك إن الله رؤوف ورحيم. اما بعد السقطة فيقولون إنه ديان عادل، ويخوفونك لتيأس من مغفرة الله فلا تتوب.
3- البر الذاتي،
-
الذي فيه لا يشعر الإنسان إنه مخطئ.
* والتوبة هنا تعنى ببسطاة هو (الرجوع الى الله)، وليس أن أترك الخطية فقط
فترك الخطية والتخلى عنها هو نتيجة للتوبة
* مثال واضح لتوبة الحياة
الابن الضال فى انجيل لوقا اصحاح15
بمفهومنا الخاطئ عن التوبة كان على هذا الابن ليصلح موقفه أن:
* يرجّع كل مليم أخذه من ابيه عند رجوعه
* أن يقدم اعتذار رسمى أمام كل أهل البلده التى أهان ابيه امامها ليكون من حقه الدخول اصلاً للمنزل .
* أن يرجع بصورة تليق به للعوده والوقوف امام ابيه العظيم هذا
* وأن وأن وأن وأن ……كثير من الامور التي يتطلبها المجتمع الوثني القاسي فكل هذا كان مستحيل أن يفعله الابن والسبب لأنه لا يستطيع لكثرة خجله ، وحتى لا تفتضح اعماله امام اهل بيته وهذا هو عجز الانسان
* ولكن مع المسيح لا يريد كل هذه التعقيدات ، ببساطة فقط أن يرجع نادما عما فعل ، فالاب الحنون هوالرب يقبله فرحا ، ويستر اخطائه بل ويقيم له وليمة للاستعادة كرامته امام عائلته ومجتمعه .
No comments yet
Comments are closed