لقاء مع سيادة المطران مار لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك
كلدان أوربا: سيادة المطران مار لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك على الكلدان مرحباً بكم في حوار الأسبوع في موقعنا الألكتروني لكلدان أوربا. وأسمحوا لي بأن أرحب بكم كأول ضيف لهذه الزاوية.
المطران ساكو: أهلاً وسهلاً بكم.
كلدان أوربا: لقد تلقينا بفرح خبر إفتتاح كنيسة مار بولس في منطقة سياكانيان هل لكم أن تحدثونا عن الخطوات الأولية لفكرة المشروع وتحقيقه؟
المطران ساكو: في البدء كانت الارض في سيكانيان، وقد منحت لمائة عائلة مسيحية مع منحة خمسة الاف دولار كمساعدة أولية لانجاز البناء. والتقيت مع مسؤولي الطوائف وشكلنا لجنة لتوزيعها بحسب عدد كل طائفة وللمتابعة. فشرع البعض بالبناء والبعض الاخر تماطل، ثم كانت منحة ثانية من رئيس الجمهورية بخمسة الاف دولار لتشجيع هذه العائلات على بناء قطعة ارضهم واشغالها. ثم تشجعت عائلات اخرى للحصول على قطع جديدة فمنحت لهم. حاليا يوجد 200 دار بمساحة 250م2 بين مبني وقيد البناء. المنطقة امنة وهي باتجاه اربيل تبعد عن مركز المدينة بعشرة كم. وازاء ازدياد العدد قمنا ببناء كنيسة جميلة تستوعب بين 200 الى 250 شخصا. وتحمل اسم مار بولس كون المنطقة تدعى باللغة الكوردية سيكانيان أي الينابيع الثلاثة وهي خارج أسوار المدينة وهذا من باب المصادفة. ومن بين من بنوا دارا مهاجرون من الموصل وبغداد وعموما هذه العائلات متعففة والقاطع كله مسيحي صرف.
كلدان أوربا: كم هو عدد سكان المنطقة الجديدة من أبناء شعبنا؟
المطران ساكو: ذكرت بانهم حاليا 200 دار ولكن من يسكنها فقط 40 عائلة. والعائلات الاخرى تنتظر اكتمال البناء. وكون المنطقة مسيحية فمن المؤكد سوف يتشجع الاخرون الى اللجوء اليها.
كلدان أوربا: توفير كنيسة هو أمر مهم بالتأكيد ولكن ماهي سبل توفير فرص عمل لعوائلنا النازحة لكركوك؟ هل تعملون مع المسؤولين لحل هذه المشكلة؟
المطران ساكو: صراحة معظم العائلات لها شغل، اما في شركة النفط او في مجالات اخرى وعموما نحن نساعد على ايجاد فرص عمل بالتعاون مع السلطات المحلية وممثلي شعبنا في المجالس، ولنا علاقات وطيدة مع الجميع. ان المسيحيين العاطلين عن العمل قليلون وقد يكونون هم لا يريدون!
كلدان أوربا: نشاطاتكم ومواقفكم للتقريب والحوار بين الأديان مشهود لها، هل هناك مساعي لتوسيع هذه النشاطات على مستوى العراق؟
المطران ساكو: لا يوجد سبيل للعيش المشترك من دون حوار. ومن يحاور يجب ان يكون مطلعا على قاعدة الحوار وشروطه، وان يكون مقتنعا وواثقا . هناك ثقافة الحوار وربما اكليروسنا غير منفتح عليها لعدة اسباب وزادتها العقلية الطائفية والمحاصصة التي ظهرت بعد سقوط النظام. بالنسبة لنا، منذ البداية زرنا علماء الدين المسلمين سنة وشيعة واقمنا علاقات وطيدة معهم. ونلتقي مرارا. وقدمنا بمناسبة شهر رمضان مادبة افطار لهم وطبعنا في احدى السنوات تقويم الصيام ووزعناه في الجوامع، و في بداية شهر رمضان وعيدي الفطر والاضحى نوجه رسالة اليهم، واقمنا اقله مرتين صلاة مشتركة . كما لنا علاقات مع مسؤولي الاحزاب وشيوخ العشائر. نحن كأقلية مسيحيين دورنا هو في مد الجسور واشاعة ثقافة السلام والحوار.
كلدان أوربا: هل لكم أن تحدثونا عن أبرشية كركوك مثل عدد العوائل والكهنة والشمامسة والراهبات العاملين في الأبرشية؟
المطران ساكو: في كوكوك لنا 1500 عائلة كلدانية وفي السليمانية نحو 350 عائلة، لكن لا يوجد احصاء دقيق. عدة مرات قمنا بتوزيع بطاقة التعريف، لكن من دون جدوى. في الابرشية يوجد خمسة شمامسة انجيليين دائميين واربعة كهنة وكاهن اخر يدرس في روما يعود السنة القادمة. كما لدينا عشرة راهبات: 4 دومنيكيات في كركوك وراهبتان من بنات مريم الكلدانيات واربعة منهن في السليمانية.
كلدان أوربا: الكنيسة الكلدانية بالوطن تمر بظروف صعبة، ماهو برأيكم الحل في الخروج من الركود الحالي برغم ظروف العراق الحزينة؟
المطران ساكو: على الصعيد السياسي والاجتماعي . الحل يكمن في دمج العراقيين في مشروع المواطنة الواحدة، بعيدا عن الطائفية والفئوية. الانسان واحد امام القانون في الحقوق والواجبات، ثم يجب عاجلا ام آجلا فك الدين عن السياسة. انهما حقلان مختلفان. فاليوم تديين السياسة تشويه وتسيين الدين كفر مبين.
كنيستنا مع الاسف متقوقعة على ذاتها وتعيش في الماضي وغير متحسسة للواقع المتغيير. لا توجد وحدة بين المصاف الاسقفي ولا يوجد تخطيط ولا اصلاح ليتورجي وتربوي وراعوي ولا تنسيق ولا تنظيم ولا رؤية . ” كلمن إيدو الو”! وهذا شيء محزن جدا، خصوصا ولنا اقتدارات وامكانيات، وهي بحاجة الى الاستفادة منها واستثمارها. التركة ثقيلة. وكما يعلم الجميع نحن متأثرون بالعقلية القبلية والقروية والقال والقيل ولا توجد دائرة بطريركية واسقفية وقلما يوجد في داخل العراق مجالس ابرشية وخورنية.. من ناحية التنظيم والادارة، ابرشيات الخارج افضل بكثير.. انني لا اريد الدخول في تشخيص وضعنا الحالي لانه محزن ومبك! نامل ان يتحسن وان يتحد اصحاب الارادة الطيبة في عمل شيء سريع وايجابي.
كلدان أوربا: الكنيسة الكلدانية تتحول إلي كنيسة مهجر، ماهي الأفكار التي تحملونها للنهوض بالكنيسة خصوصاً في أوربا حيث ليس لدينا مطران؟
المطران ساكو: كنيسة المهجر هي صمام امان لنا نحن في الداخل.. ثم يجب الا نفكر اننا كنيستان:الداخل والخارج. علينا ان نكون صفا واحدا. من المؤكد كنيسة اوربا بحاجة الى تنظيم اداري دقيق ومتابعة على كل الأصعدة، خصوصا ان بعض الكهنة لم يعينوا بحسب القوانين وان البعض هرب من ظروف البلد او لاسباب اخرى. هناك حاجة الى احتضان واحتواء الجميع من اجل خير الرعايا. اتمنى ان تكون هناك ابرشية منظمة وراع واب مقتدر ومحب للجميع.
كلدان أوربا: ماهي أمنياتكم للكنيسة ومن الكنيسة؟
المطران ساكو: كثيرة هي امنياتي. اتمنى ان تكون كنيستنا كما كانت كنيسة واحدة جامعة رسولية، كنيسة شاهدة وشهيدة، كنيسة لها حضور مؤثر. كنيسة تخدم الناس في كل مكان وترافقهم وتدعم مسيرتهم وترفع معنوياتهم لعيش قيم الانجيل وان تعكس جمال المسيح ونوره وحقيقته حولها!
كلدان أوربا: ماهو رأيكم بموقع كلدان أوربا؟
المطران ساكو: اليوم الاعلام هو السلطة الاقوى، والعالم قرية صغيرة والناس تتأثر بالخبر. نحن ككنيسة بحاجة الى اعلام مبرمج وهادف. من المؤكد ان موقعكم هو بعد في البداية واتمنى ان تكون هذه البداية ممتازة وتستمر. وان يكون موقعكم على مساحة واحدة من الجميع.
كلدان أوربا: سيدنا شكراً لكم على هذا الحوار الممتع والصريح والرب يبارككم.
المطران ساكو: شكرا والرب يبارككم.
أجرى الحوار عن طريق الأنترنت الأب بولس ساتي للفادي الأقدس
No comments yet
Comments are closed